المملكة العربية السعودية تواجه مطالبات أمريكية بوضعها على قائمة المراقبة بسبب القرصنة الإعلامية
2025-10-19 05:53:08
قدمت مجموعة من أبرز الهيئات الرياضية والترفيهية الأمريكية، بالتعاون مع مؤسسات تجارية وشبكات بث عالمية، طلبات رسمية إلى مكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة تطالب بوضع المملكة العربية السعودية على قائمة “البلدان الأجنبية ذات الأولوية” أو قائمة المراقبة ضمن التقرير السنوي. وجاءت هذه المطالبات نتيجة الدعم المستمر الذي تتلقاه أكبر عمليات القرصنة الإعلامية في العالم من قبل الحكومة السعودية.
وسلمت مجموعة “بي إن” الإعلامية وشركة ميرماكس للأفلام ملفاً مفصلاً يضم 138 صفحة تحتوي على أدلة وشروحات تفصيلية تثبت تورط السعودية في عمليات القرصنة المستمرة. كما انضم إلى هذه المطالبات تحالف مكافحة القرصنة السمعية البصرية الذي يضم 26 منظمة رائدة، والتحالف الرياضي الممثل لستة فرق رياضية أمريكية كبرى، بالإضافة إلى الرابطة الوطنية لكرة السلة والاتحاد الأمريكي للتنس وشبكتي البث العالميتين “سكاي” و”كنال بلوس”.
وجميع المطالبات أشارت بشكل واضح ومباشر إلى استمرار قناة “بي آوت كيو” في عمليات القرصنة بمعلومات كاملة من الحكومة السعودية. وأكدت العديد من هذه الطلبات أن السعودية توفر “ملاذاً آمناً” لعمليات القرصنة التي انتشرت عبر أوروبا والولايات المتحدة.
وانضمت غرفة التجارة الأمريكية كأكبر اتحاد تجاري في العالم، بالإضافة إلى التحالف الدولي للملكية الفكرية الذي يضم سبع جمعيات تجارية تمثل الشركات الأمريكية المنتجة للمواد المحمية بحقوق الملكية الفكرية، إلى هذه المطالبات محذرين من الخطر الكبير الذي تشكله عمليات “بي آوت كيو”.
يذكر أن قناة “بي آوت كيو” بدأت بثها من السعودية في أغسطس 2017، ومنذ انطلاقتها وهي تنقل محتوى رياضياً وترفيهياً حصرياً بقيمة مليارات الدولارات بشكل غير قانوني. وقد تطورت هذه العملية من موقع إلكتروني يقتصر الوصول إليه داخل السعودية فقط، إلى أكبر عملية قرصنة إعلامية في العالم، حيث قامت بتطوير شعارات وعلامة تجارية خاصة بها، وبدأت بيع الاشتراكات وبث الإعلانات التجارية وتقديم خدمات تعليق خاصة عبر عشر قنوات مشفرة.
وتقوم القناة ببث فعاليات رياضية حية بشكل يومي غير قانوني، مسيئة بذلك لحقوق جميع مالكي حقوق البث الرياضي الرئيسيين في العالم. كما توفر من خلال تطبيقات تلفزيون بروتوكول الإنترنت (IPTV) وصولاً غير مشروع إلى آلاف الأفلام والمسلسلات من خلال بث مسروق للقنوات التلفزيونية والمحتوى السينمائي عند الطلب من مختلف أنحاء العالم.
والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن قناة “بي آوت كيو” نفسها أصبحت هدفاً للقرصنة من قبل جهات أخرى حول العالم، مع تقارير تؤكد إمكانية الوصول إلى محتواها في مناطق بعيدة مثل لندن وجنيف وفلوريدا الأمريكية، مما يوسع من نطاق الانتهاكات ويجعل من أزمة القرصنة الإعلامية قضية عالمية تتطلب تدخلاً عاجلاً.