الملك أوتو قصة مدرب صنع المستحيل ويورو لن يتكرر
2025-10-19 04:32:02
في الرابع من يوليو 2004، وقف المدرب الألماني المخضرم أوتو ريهاغل على أرضية ملعب دا لوز في لشبونة، يستعد لخوض المعركة الأهم في مسيرته التدريبية. أمامه منتخب اليونان الذي قاده إلى أول نهائي كبير في تاريخه، وفي مواجهته منتخب البرتغال المضيف بقيادة نجمه لويس فيغو وبمؤازرة 50 ألف متفرج.
لم تكن المهمة سهلة، فاليونان لم تكن سوى فريق مقاتل بلا نجوم عالميين، يعتمد على التنظيم الدفاعي والروح القتالية. لكن ريهاغل، المدرب الذي عُرف بقدرته على صنع المعجزات، كان يعلم أن كرة القدم لا تحكمها الأسماء الكبيرة فقط.
استمرت المباراة عصيبة، مع تفوق برتغالي واضح وفرص مهدرة. لكن في الدقيقة 57، كتب أنخيلوس خاريستياس اسمه في تاريخ الكرة الأوروبية بهدف رأسية تاريخي. هدف واحد كان كافياً ليحقق اليونان المستحيل وليبكي نجم البرتغال الصاعد كريستيانو رونالدو.
كان هذا الإنجاز تتويجاً لرحلة استمرت 10 سنوات مع المنتخب اليوناني، بدأت من الصفر تقريباً. ريهاغل، الملقب بـ”الملك أوتو”، استطاع أن يصنع من فريق عادي أسطورة أوروبية، محققاً واحدة من أكبر مفاجآت تاريخ البطولات القارية.
اليورو 2004 لم يكن مجبط بطولة، بل كان درساً في الإرادة والإيمان، وإثباتاً أن التخطيط والتكتيك والروح الجماعية يمكن أن يتغلبوا على الموهبة الفردية. قصة لن تتكرر بسهولة، صنعها مدرب عبقري وفريق آمن بالمستحيل.